إشكالية الحوار مع الآخر

3٬549

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف يوم الثلاثاء الماضي الموافق 20/10/1423هـ الأستاذ حمد الناصر الحمدان متحدثا حول موضوع “إشكالية الحوار مع الآخر”، وأدار الندوة الأستاذ نجيب الخنيزي الذي عرف الضيف للحضور ونوه إلى بعض إنجازاته وأعماله الكتابية والاجتماعية، وقدم الحمدان ورقة شكلت خلفية نظرية لموضوع إشكالية الحوار من أبعاده السياسية والفكرية والاجتماعية، عبر قراءات أيديولوجية لعدد من المواقف المرتبطة بموضوع الحوار وخاصة فيما يتعلق بالأطراف والجماعات السياسية والاجتماعية المختلفة.

ويرد ضيف المنتدى الأسبوعي الذي يرعاه في منزله الأستاذ جعفر الشايب أسباب جمود الحوار في مجتمعاتنا العربية إلى حالة التفرد بمستوياتها المختلفة وإلى الدخول في المآزق التاريخية وتقلص فرص نجاح مشاريع الإصلاح، كما أشار المحاضر إلى العوامل الخارجية التي هيأت الأرضية لضمور حالة الحوار وتأزمه ومنها استفادت الإعلام الدولي من الأخطاء والنواقص التي حدثت خلال تجارب القوى الفاعلة والنشطة الماضية، حيث قام بتضخيم هذه الأخطاء وتحريفها عن مواقعها، كما ساعد الإعلام المعادي لطموحات شعوب المنطقة على توسيع الهوة وتعميق الخلاف والتباعد بين هذه الفعاليات وساعدت على تصعيد سيكولوجية العداء بينها وبين قواعدها الإجتماعية.

ويشخص الحمدان أزمة التشرذم التي تمر بها مجتمعاتنا حاليا حيث يبدو أن جميع المشاريع الفكرية تتوالى انكساراتها بنسب مختلفة فعمق الأزمة يصل إلى كيان الآمة وأعماقها، ويرى الحمدان أن المخرج المناسب من هذه الأزمة يمكن أن ينطلق من معاينة التجارب السابقة وتوصيفها والبحث عن نواقصها ونقاط قوتها بغية اختيار الأفضل، وذلك بهدف إعادة بناء الذات وترميمها على أسس مختلفة وبشكل بنيوي مغاير لما سبق، كما أن اعتماد النقد الإيجابي المعمق بين الأطراف بنوايا صادقة وتلمس الخطوات المساعدة على حفظ التقارب والقائم على فهم الحقيقة الثابتة المستندة على أن كل مدرسة فكرية بمنهجها ونمط تحليلها ونسق مفاهيمها المتباينة أو المتعارضة مع المدارس الأخرى تمتلك تشخيصا معينا للمجال المدروس وهو الواقع السياسي والاجتماعي في كل مرحلة معينة بحيث يعتبر هذا الموقف تعريفا خاصا بها.

وأكد الأستاذ حمد الحمدان في نهاية محاضرته على ضرورة تعايش المدارس الفكرية والسياسية المتباينة مع بعضها دون أن تفرض إحداها فرضا شاملا ونهائيا وبدون أن يلغى خيار الطرف الآخر، وأضاف ” أن على من يعيش هاجس الوطن وهمومه ويتفاعل مع قضايا الشعب أن يعمل بكل قدراته لتجاوز النظرة الضيقة ويبتعد عن المزايدات الانفعالية ويتجه صوب ساحة التسامح والترفع عن الصغائر”.

بعد ذلك تمت مناقشة الورقة المقدمة من خلال مداخلات شارك فيها معظم الحضور الذين شكلوا مزيجا ثقافيا متنوعا حيث طرحت قضية ضرورة تحديد المصطلحات وبالخصوص مصطلح “الآخر” فمن هو؟ وكيف يمكن تحديده بصورة موضوعية؟ وأيضا فيما يتعلق بمصطلحات حقبة الستينات فيما يرتبط بالتيارات السياسية والاجتماعية وتطويرها بما يتناسب مع الوقت الراهن، وعلى رغم المقدمة التي أعلنها المحاضر بكون الورقة نظرية، علق بعض الحضور على الورقة بأنها كانت نظرية كثيرا ولم تلامس الواقع الإجتماعي أو تبحث في آليات عملية لتطوير حالة الحوار مع الآخر، وأرجع البعض ذلك إلى غياب النخب المثقفة عن ممارسة دورها الوطني للحديث مباشرة عن قضايا الحوار أو غيرها من القضايا الملحة.

وناقش الحضور كذلك دور العنصر الخارجي في موضوع الحوار مؤكدين على ضرورة التعايش والانسجام الداخلي وعدم إعطاء فرص للجهات الخارجية لاستغلال مثل هذه الحالات، كما ناقش الحضور أيضا في تعقيباتهم أسباب أزمة الحوار ومضاعفاتها السياسية والاجتماعية محاولين تلمس المخرج لذلك أما بمعالجات ذاتية أو حتى ضمن تفاعلات تأثيرات خارجية – كما تحمس بعضهم.

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد