الحوار: ضروراته وآلياته

3٬938

في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف الذي يرعاه الأستاذ جعفر الشايب، أقيمت مساء الثلاثاء الماضي 14 صفر 1424هـ الموافق 15 ابريل 2003م أمسية ثقافية احتشد فيها نخبة من رجال الفكر والثقافة والإعلام في المنطقة الشرقية، وكان ضيفها الدكتور توفيق بن أحمد القصير، أستاذ الهندسة النووية المشارك في جامعة الملك سعود بالرياض سابقا، والناشط الإسلامي المعروف والذي تحدث حول “الحوار: ضروراته وآلياته”.

أدار الندوة الصحفي المعروف ميرزا الخويلدي الذي عرف المحاضر لحضور الندوة مشيرا إلى جمعه بين تخصص علمي نادر وعمل إسلامي منفتح وفاعل، وتحدث الدكتور توفيق القصيّر عن حوار الحضارات وآلياته، معتبراً أن الحوار الحضاري لن يكون فاعلاً ما لم تكن الشعوب والمجتمعات المحاورة على درجة من التقدم في داخلها على مستوى الخدمات والأنظمة ومستوى الحوار، وكذلك قوية في عطائها الناتج عن نجاحها في تفاعلها الداخلي والمتجلي في النهضة التقنية والخدمات والقدرات الثقافية والإقتصادية والعسكرية.

كما تحدث عن نظرية (صدام الحضارات) للفيلسوف الأمريكي صمويل هانتغتون، باعتبارها تبشر وتمهد لجانب من إذكاء الصراع بين عالمين: عالم متقدم سياسياً وتقنياً وعالم آخر متخلف سياسياً وتقنياً، قبل بزوغ نجم قوة غربية أو شرقية غير متكافئة.

وعدد الدكتور القصير المجالات التي يناقشها موضوع حوار الحضارات اليوم بعنوانين: حوار الكلمة، وحوار الواقع، ورأى أن ميادين حوار الكلمة تتلخص في بث الفضائيات الحوارية بين الشعوب والثقافات، وبث الإذاعات الإخبارية والحوارية الجادة، وإقامة الندوات والمؤتمرات المشتركة، وإقامة معارض الكتب والفنون والثقافة، وتبادل أساتذة وطلبة الجامعات.

وفي معرض حديثه عن حوار الواقع، رأى الدكتور القصير أن ما يجعل صوتنا غير مسموع، وصورتنا باهتة ومشوهة، وجدلنا غير مقنع، هو ما نحن فيه من واقع متخلف لا يليق بالأمم المتحضرة، فإذا أردنا أن يكون لحوارنا الحضاري أثر ملموس في الآخرين، فعلينا الإهتمام بواقعنا السياسي والإقتصادي والثقافي والإجتماعي والعسكري.

وتحدث عن (حوار الواقع في الداخل) وأكد أن ذلك يتحقق في بناء مجتمعات قوية يسودها العدل ويعمها الرخاء وتنعم بالحرية والمساواة، وتتمتع بتكافؤ الفرص وبرنامج تعليمي حديث في كل المراحل وأن يكون متاحاً للجميع، وتشجيع الطاقات المبدعة، وحماية قانونية لجميع من يعيش فوق ارض الوطن.

ورأى أن ذلك يتحقق عبر جملة من الأمور منها: تقدم الأنظمة (الدساتير، نظام القضاء والترافع، الأنظمة الاقتصادية المختلفة، أنظمة النشر والصحافة) وتقدم الخدمات (التعليمية، الصحية، الإجتماعية، الثقافية) وإشاعة روح الحوار (إدخال مواد دراسية في كافة المراحل عن أصول الحوار وآدابه، وتشجيع الحوار البناء في وسائل الاعلام، وتشجيع إقامة المحاضرات والندوات العامة، التأكيد على حق المواطن في مناقشة كافة القضايا التي تهمه وتهم الوطن، إعتماد الحوار البناء والنقاش الهادف وسيلة حضارية لحل القضايا الخلافية.

وفي سياق حديثه عن حوار الواقع على الصعيد الخارجي رأى الدكتور القصير انه بالرغم من أن بعض النشاطات الآتية هي نشاطات داخلية، إلا أن لها بعداً خارجياً يلمسه الآخرون، ويقيمون من خلاله مدى التقدم الحضاري للشعوب ومن هذه المجالات: الإبتكارات العلمية، تقديم الخدمات (كمشاريع الإغاثة والخدمات الانسانية ورعاية الفقراء) والإنتاج الصناعي، والتفوق العسكري.بعد ذلك توالت مداخلات متعددة من الحضور، شملت أولويات الحوار الحضاري ومفهوم الحضارة والمثاقفة وعن تأصيل الحوار وضرورته داخليا، كما علق الدكتور توفيق القصير على المداخلات وأجاب عن التساؤلات المقدمة.

وقبل نهاية الامسية علق الدكتور عبد الله الحامد – الناشط الإجتماعي الإسلامي المعروف – حول واقع الحوار الداخلي في بلادنا ووسائل تنشيطه، معتبراً أن الحوار الداخلي هو في أدنى مستوياته، مطالباً بتعزيز ثقافة المجتمع الأهلي والمدني والعمل على التصدي للقضايا التي تهم الشأن العام بما يخدم حاجات المجتمع.

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد