منتدى الثلاثاء الثقافي يناقش قضايا التعايش الاجتماعي

3٬967

القى الدكتور الشيخ عبد الرحمن المحرج محاضرة في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف تحت عنوان “التعايش السلمي في المجتمع السعودي” وذلك مساء الثلاثاء 9/3/1431 الموافق 23/2/2010 م. أدار الندوة الأستاذ محمد الشيوخ الذي عرف المحاضر بأنه حاصل على بكالوريوس شريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وماجستير في التشريع الجنائي الإسلامي من أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية إضافة إلى شهادة الدكتوراه  من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وله سلسلة كتب متنوعة ويعمل مستشاراً في مركز مودة للإصلاح الاجتماعي بجدة كما أن له مشاركات إعلامية في مختلف الإذاعات والقنوات الفضائية.

تحدث مدير الندوة في البداية حول أهمية التعايش في ظل التنوع الفكري والمذهبي والمناطقي في المملكة وأن ذلك يشكل ثراءاً طبيعياً في المجتمع، كما أن فرض اتجاهات محددة على مختلف هذه الأطياف تعيق توازنها ونموها الطبيعي. وتساءل عن إمكانية تحقيق هذا التعايش في ظل التأزمات القائمة بسبب التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتسارعة، وأشار إلى بعض المبادرات النخبوية والأهلية التي تم الإعلان عنها مؤخرا من قبيل ميثاق التعايش الوطني ومبادرات التواصل المختلفة متسائلاً عن إمكانية تطويرها بما هو ابعد من ذلك للحيلولة دون حدوث توترات ونزاعات اجتماعية كبيرة.

بدأ الشيخ عبد الرحمن المحرج حديثه بالإشارة إلى أن بدايات تواصله مع مختلف الأطياف الفكرية بالسعودية وعلاقاته بهم جاءت نتيجة عمله في مجال الإصلاح الأسري الذي كان البوابة للتواصل مع هذه الأطياف حيث كان يقوم بدور الإرشاد الاجتماعي مما سهل علية التعرف على فئات اجتماعية كثيرة والتواصل معهم. وتحدث عن أن شرائح كبيرة تتقبل مبادئ ومفاهيم التعايش والتواصل بشكل عام، مع أن هنالك تحفظات لدى القيادات الاجتماعية والدينية حول الإعلان الواضح والصريح عن مبادرات التواصل والقبول بالأخر تحت تبرير الضغط الاجتماعي المعاكس وخوفهم على سمعتهم بأن لا تتأثر، وأكد على ضرورة وجود أرادة قوية لدى هذه القيادات لتأكيد قيم التعايش السلمي والاستعداد لتبنيها والدفاع عنها.

وأسهب المحاضر بالحديث عن أسباب التنافر بين الفئات الاجتماعية والمذهبية بالمملكة موضحاً أن من أبرزها ضعف التواصل بين هذه الأطراف والذي ينعكس على الجهل لأبسط المعلومات عن هذه الجماعات مما يفسح مجالات عديدة لترسب صور نمطيه مغلوطة تؤثر على المواقف من هذه الجماعات. أما السبب الثاني فهو التأثير الإعلامي السلبي هو سبب آخر وخاصة من القنوات الفضائية وبالأخص تلك الموجهة للمساجلات المذهبية وإبراز الخلافات والجدليات العقيمة التي تنبش التاريخ وتركز على مجالات الاختلاف والتباين. وأوضح أن من الأسباب أيضاً ضعف ومحدودية المبادرات الإيجابية لدى مختلف هذه الأطراف وبالتالي تأثر مجتمعاتنا بالأحداث السلبية المستمرة.

وأوضح الدكتور المحرج بأن التواصل المستمر والمنظم بين النخب المثقفة يمكن أن يكون سبيلا لإرساء حالة التعايش في المجتمع السعودي وكذلك تطوير المبادرات الإيجابية من خلال الأعمال والبحوث المشتركة في مختلف المجالات وخاصة الفكرية والثقافية منها مؤكداً على ضرورة الشجاعة في القول والطرح، وتأكيد هذه التوجهات على المستوى الاجتماعي. وأشار المحرج إلى أن من أسس استراتجيات التعايش الاجتماعي إطلاق الحريات العامة والابتعاد عن الوصاية والتدخل في المعتقدات والحريات الشخصية بحيث تكون مقتصرة على الإنسان ذاته. كما أكد على أن التشدد بمختلف أشكاله هو السبب الرئيس في خلق معوقات التعايش في المجتمع والتي تنتهي بمحاكمة النوايا بدلاً من الأعمال وأن مثل هذه المعارك والسجالات لا تنتهي إلى أية نتيجة إيجابية لأي من الأطراف.

وشارك في الحوار مجموعة من الإعلاميين والمفكرين والحضور الذين غص بهم المكان، فتحدث الإعلامي منير النمر من جريدة الرياض على ضرورة سن قوانين وتشريعات واضحة للحد من التعدي على حقوق الآخرين ومنوهاً بأهمية ميثاق التعايش الوطني الذي قدمه مؤخراً كل من الشيخ حسن الصفار والشيخ الدحيم. كما تحدث الأستاذ أحمد العريبي من جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية بالبحرين عن مشكلة العودة للتاريخ لكونه مأزوماً بالتناقضات وأهمية احترام حريات وخصوصيات الأفراد.

وأكد الأستاذ سعيد الخباز على البعد السياسي في تنامي أزمات التعايش والنزاعات الاجتماعية والمذهبية وكونه غطاءً لكل هذه هذه النزاعات، أما الأستاذ محمد الدعلوج فأشار إلى تلازم التعايش مع الحرية باعتبارها من أسس المواطنة وضرورة المساواة بين جميع المواطنين التي تعد حاضناً أساسا للتعايش الاجتماعي. وفصل الباحث الإسلامي عيسى الشارجي أبعاد الاتجاهات الدينية السنية والشيعية في مجال النظرة إلى القيادة السياسية والتعاطي مع الأخر المختلف موضحاً بأن هنالك اتجاهات تقارب وتوتر لدى الطرفين.

وتحدث كلاً من الشيخ حسن القروص والناشط الحقوقي مخلف الشمري عن التحديات التي تواجه التعايش السلمي وتعيق أسس الوحدة الوطنية بسبب المواقف المتشددة والاستفزازية وتعقيد الإجراءات الإدارية، مؤكدين على أهمية مواجهة التمييز بين المواطنين بكل إشكاله. وفي نهاية اللقاءتحدث راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب بعد شكره للضيوف والحاضرين جميعاً عن مبادرات مواثيق التعايش المختلفة بين الرموز السنية والشيعية ومؤكداً على أهميتها ومتطلعاً على أن تكون أساساً لمزيد من التواصل والتنسيق بين هذه الرموز.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد