الثلاثاء يكرم رواد الحركة الفنية في القطيف

520

في لفتة فنية واجتماعية تستهدف ابراز التاريخ الفني في المنطقة، وفي حضور فني واجتماعي لافت، كرم منتدى الثلاثاء الثقافي خمسة من رواد الفنون في محافظة القطيف مساء الثلاثاء 21 ربيع الثاني 1444هـ الموافق 15 نوفمبر 2022م في ندوة تحت عنوان “مسيرة الحركة الفنية في القطيف” تحدث فيها الأستاذ علوي الخباز رئيس القسم الثقافي بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف سابقا حول بواكير وتاريخ العمل الفني في القطيف في اتجاهاته المختلفة كالمسرح والتصوير الضوئي والفن التشكيلي والموسيقى والخط العربي، واستعرض أبرز التحولات والمنعطفات التي مرت بها هذه الفنون. وأدار الندوة الأستاذ عبد العظيم الشلي، كما شارك في الندوة الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان كضيف شرف حيث قام بتسليم الدروع للمكرمين.

اعتلت المنصة عضو المنتدى الأستاذة هدى الناصر مرحبة بضيوف اللقاء ومتحدثة حول أهمية الفنون والاحتفاء بها، ودور المنتدى في ابرازها وإعلاء قيمتها من خلال فعالياته المختلفة، وتم بعدها عرض فيلم قصير حول التسامح بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، وتحدثت الفنانة صديقة المهدي حول معرضها وأعمالها الفنية التي عرضتها في المنتدى وكذلك حول مسيرتها ورؤيتها في مجال الفن التشكيلي والتحولات في تجربتها الطويلة. وقدم الفنان محمد المصلي عرضا مرئيا حول أهداف وبرامج الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) باعتبارها مؤسسة غير ربحية تعمل على النهوض بالفن التشكيلي السعودي من خلال تهيئة بيئة فنية مناسبة ومنفتحة على العالم وتدعم جميع الفنانين التشكيليين. وتم في اللقاء تكريم الكاتبة الدكتورة نزيهة المزين على عرض وتوقيع كتابها “30 يوما في عيادة المسنين” حيث تحدثت عن تجربتها في الكتابة ومعايشتها لحالات المسنين.

افتتح الندوة مديرها الأستاذ عبد العظيم الشلي، مرحبا بالحضور، ومشيدا بدور المنتدى في رعاية البرامج الفنية وطرح قضاياها المختلفة، وفي تنظيم المعارض الفنية بصورة مستمرة، وتناول أهداف اللقاء من إبراز تاريخ ومسيرة الحركة الفنية في القطيف والتي مر عليها عدة عقود منذ انطلاقتها البسيطة، للتوضيح على أنها ليست وليدة الساعة وإنما هي راسخة اجتماعيا بفعل البيئة والتفاعل معها ووجود عناصر كفؤة حملت على عاتقها هذا الهم، مشيرا إلى المشاركات المسرحية والمسابقات الثقافية والفنية التي كانت سائدة ودخولها في عروض قدمت على مسرح جامعة الملك فهد وخاصة من قبل نادي الهدى ونادي النور، ومؤكدا على أن الحراك المسرحي والفقرات الموسيقية انطلقت من الاندية الرياضية. وعرف بضيف الندوة وهو الأستاذ علوي باقر الخباز بأنه من اوائل خريجي معهد المعلمين بالدمام، وحاصل على دبلوم تنمية مجتمع تخصص ثقافة وتعليم الكبار، وانهى عدة دورات في التربية والاشراف الاجتماعي وطرق التدريس والعلاقات العامة، وترأس الجمعية التعاونية بالقطيف، كما عمل كأول مشرف ثقافي لمكتب الرئاسة العامة لرعاية الشاب بالقطيف، ويعتبر مؤسسا للجماعات الفنية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف والمشرف العام على جميع معارض الكتاب.

بدأ الأستاذ علوي الخباز حديثه حول اقتران الفن بحياة مجتمع القطيف من خلال الحرف كالنجارة والتطريز والصناعات الخوصية والبحرية، إضافة لتميز القطيف بكونها تعج بالحراك الثقافي كالمساجد حيث القصائد والخطابة، واحتفالات المدارس والفعاليات الثقافية فيها، ودور الاندية الرياضية وأنشطتها الثقافية المتنوعة. وأوضح أن البدايات المؤسساتية للحركة الفنية في القطيف انطلقت مع إنشاء أول مكتبة أفردت فيها غرفة لممارسة الرسم، وكان من أبرز روادها حسين القطري ومكي ال ناس وغيرهم، مضيفا أنه مع نهاية عام 1967م استأجر نادي البدر ملاعب رياضية مضاءة، وأقيم على جزء منها مسرح وتأسست حينها اول فرقة موسيقية برئاسة محمد السنان واستضافوا عدة فنانين خليجيين. وبين أنه تم لاحقا عمل صالة للفنون التشكيلية تابعة للنادي، واتسعت الانشطة الفنية كحفلات الموسيقى والمعارض الفنية المتنوعة.

وأضاف الخباز في حديثه أن أول معرض فني شخصي أقيم للفنان حسين القطري عام ١٩٧٦م، وكان معرضا كبيرا وملفتا، وتوالت بعده المعارض الفنية، وأنشئت فرقة للتمثيل المسرحي حيث كانت تركز معظم أعمالها حول القضية الفلسطينية. ونشطت الحركة الفنية النسائية مبكرا بفضل جهود سهير الجوهري وأسماء النصر عبر تنظيم دورات ومعارض فنية، وكان أول معرض فني نسائي نظمه المركز للفنانة حميدة السنان. وأوضح أن مركز الخدمة الاجتماعية لعب دورا كبيرا في تفعيل الانشطة الفنية، حيث تم دمج العديد من الفعاليات في مبنى المركز الجديد وتخصيص جزء منه كصالات للفنون التشكيلية، وتم تشكيل جماعات للفنون، أولها جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، ثم جماعة التصوير الضوئي، وبعدها الخط العربي، كما تأسست جماعة المسرح أيضا.

بعد ذلك، قدم مدير الندوة مجموعة الفنانين الرواد في المحافظة، معرفا بتاريخهم وأبرز انجازاتهم. ففي فن الخط العربي تم تكريم الخطاط مكي علي الناصر الذي اشتهر كخطاط رائد في المنطقة، وهو من مواليد بلدة ام الحمام بمحافظة القطيف، درس في مصر فنون الخط العربي، وتتلمذ على يديه عدد من الخطاطين البارزين، وعمل خطاطا لقافلة الزيت الشهرية والأسبوعية الصادرة عن شركة أرامكو السعودية لمدة عشرين عاما، كما شارك في العديد من المعارض والمسابقات المحلية والدولية.

وفي مجال الموسيقى، كرم المنتدى في هذا اللقاء الموسيقار محمد السنان، وهو من مواليد محافظة القطيف، درس مبادئ الموسـيقى فـي النـادي الأهلـي بمدينـة الخـبر بالمنطقـة الشرقيـة، وقـام بتأليف مجموعـة قطع موسـيقية، وعدد من الأغنيات والقصائد، وشارك في “مهرجـان القاهـرة الدولي الثـاني للأغنيـة” 1996م، ومثل السعودية في “مهرجان النيل الدولي الأول لأغنية الطفل”، وتم تكـريمـه عن مشـاركاتـه الفعـالة في لجـان التحكـيم في مهرجان اوسكار الفيديو كليب الدولي الثالث والذي اقيم في مدينة شرم الشيخ.

وكرم في اللقاء أيضا الفنان التشكيلي والنحات كمال المعلم، وهو من مواليد مدينة سيهات، وحاصل على بكالوريوس فنون جميلة من أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا في إيطاليا، وشارك في العديد من ملتقيات النحت العالمية، ومن أبرزها ملتقى “سمبيزيوم تشانغشون الدولي للنحت” في الصين، وأشرف ولسنوات على الأنشطة الفنية والثقافية في مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المنطقة الشرقية، كما أنه عضو مؤسس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وحصل على العديد من الجوائز الفنية الدولية.

كما تم تكريم المسرحي عبد الله الجفال الذي بدأ مبكرا بالاهتمام بقراءة أدب العالمي واليوناني، وكتب اول مسرحية طويلة تحت عنوان “مؤهلات جديدة” عام ٧٦، وهو ممثل وكاتب مسرحي ومخرج، ومؤسس فرقة آفا للفنون المسرحي، نال عدة جوائز في الإخراج وجائزة ممثل العام، ومن مؤلفاته المسرحية: كسر حاجز الصوت، عزلة فنان، من تجليات البا، وقام بإخراج العديد من المسرحيات.

وفي مجال التصوير الضوئي، كرم الفوتوغرافي علي أبو عبد الله، وهو من مواليد بلدة سنابس بجزيرة تاروت، وحاصل على بكالوريوس كلية المعلمين بالدمام، ودرس عدة دورات تدريبية في الفن التشكيلي، كما شارك في العديد من المعارض الفنية داخل وخارج المملكة، حاصدا جوائز دولية، وشارك مع مجموعة فنانين في تأسيس جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، وكان اول رئيس لها، وقدم عدة مشاريع فنية في التصوير الضوئي من بينها “العودة”، و “الاسود ليس ظلاما”.

وتحدث ضيف الشرف في جانب من كلمته في نهاية اللقاء حول دور المنتدى في دعم ورعاية واستحضار التجارب الفنية المختلفة التي تزخر بها محافظة القطيف، معبرا عن سعادته للالتفات للدور البارز الذي لعبه هؤلاء الرواد على الرغم من قلة الإمكانيات وتعدد التحديات التي واجهتهم، وسلم بعدها الدروع للمكرمين من رواد الفنون.

التغطية الإعلامية

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة الفنانة صديقة المهدي:

 

كلمة الكاتبة نزيهة المزين:

 

كلمة الأستاذ محمد المصلي (جسفت):

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ عبد الرحمن السليمان:

 

كلمة الأستاذ مكي الناصر:

 

كلمة الأستاذ محمد السنان:

 

كلمة الاستاذ كمال المعلم:

 

كلمة الأستاذ عبد الله الجفال:

 

كلمة الأستاذ علي أبو عبد الله:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد