باحثان: غياب التسامح يحول المجتمع لألعوبة لممارسات المتطرفين

460

 

أكد باحثان في عالم الفكر والثقافة أن التسامح قوة غير عدوانية تتعارض مع إلغاء الآخر مشددين على ضرورة أن تنبع من العقل من أجل احترام الآراء وحقوق الأفراد.

وشددا على أن قبول الاختلاف واستخدام وسائل التواصل الفعال يعدان من الآثار المترتبة على خلق التسامح والقبول المشترك.

وقالا أن التسامح عبارة عن استراتيجية تسمح للشخص بإطلاق مشاعره السلبية الناتجة عن غضبه من الآخرين بطريقة ودية، تنعكس ايجابياً وتكسب الفرد قوة الشخصية ومحبة الآخرين.

وأشارا خلال ندوة بعنوان ”التسامح وخطاب الكراهية والواقع الاجتماعي“ بمنتدى الثلاثاء الثقافي تزامنا مع اليوم العالمي للتسامح، إلى أن غياب التسامح في المجتمع، يؤدي إلى العجز الحقيقي عن فهم الحاضر والماضي، وعدم القدرة على مراجعة التاريخ مراجعة نقدية موضوعية.

وذكر الكاتب والمؤسس لشبكة القصة العربية جبير المليحان ضرورة بناء الثقة والمواجهة كأصدقاء دون التخوين والتصرف بعقل في بيئة غير متسامحة دون التخلي عن العاطفة ولا التنازل عن الحقوق وإقناعهم بسماع الرأي والتفاهم المشترك.

ونوه إلى إمكانية الإصغاء للآخر بالعقل، وتدريب النفس على التسامح ابتداءً من الأسرة التي يتفرد فيها الأبوين بالرأي، مرورًا بتفعيل ذلك في المدرسة مشددًا على ضرورة خلو المناهج من نفي الآخر أو تقليل قيمته.

وطالب بأن يكون كل شخص نموذجًا للتسامح لمن حوله وأسرته ومن هو زميلًا له في عمله حتى لو كان مسؤولًا ومديرًا ورئيسًا سعيًا نحو بث هذه الروح في التعامل مع الجميع.

ودعا للاطلاع على ثقافة الآخرين من تاريخ الشعوب والأمم وتغيرها لكي تكون الرؤية والدراسة والقراءة أكثر تعمقًا، وتكون النفس أكثر انفتاحًا وتسامحًا بحيث ينتهي الاستفراد بالرأي ونبذ التسلط فيه وفرضه.

وبين أن دور التسامح في استقراء المجتمع يعزز حرية الفرد، ويقوي سلطة القانون ويعدل في التفرد بحرية الحقوق بين فئات المجتمع المختلفة في الرؤى والمعتقدات بحيث يبدأ الحوار الايجابي ينمو ويتسع مع الجميع.

وتحدث عن ضرورة مواجهة النقد للذات لتفعيل التسامح، والتخلص من النظر للسلبيات وسماع المختلف للتعاون في بناء شؤون المجتمع على صعيد العمل الثقافي والتجاري والسياسي.

وقال كل المواقف المرنة المتسامحة تبدأ تخنق الفرد الاقصائي النابذ، ويعيش الفرد في ظل تسامح سائد في بنية المجتمع.

وأكد المليحان على أن التربية على التسامح تنبع أولاً من نقد الذات والتخلص من السلبية بُغية الوصول للمشتركات، وتمهيد الطريق للتعاون في شؤون المجتمع لتحقيق نمو مجتمع مدني فاعل.

ومن جانبه، شدد الدكتور سعد بن عبد الرحمن الناجم، استاذ الاعلام والادارة بجامعة الفيصل على أهمية إخراج الأبناء من الدوائر المغلقة والافساح للاختلاط مع المجتمع وفئاته التي تبني الثقة بالمجتمع.

وأفاد بعدم تبرئة الذات، بل السعي نحو فتح النوافذ لدراسة الواقع بحيادية، وإعادة النظر في تبني المواقف، والأفكار دون اتهام الآخرين، أو تبرئتهم لكي يكون ذلك مشجبًا للأخطاء.

ودعا لضرورة أن يكون الجميع سدًا منيعًا لأي كان من الناس لعدم الاختراق ولكي لا يصبح الأفراد ضحية حتى لا يتسع الفكر الاقصائي.

وتحدث عن ضرورة االاهتمام بالجيل القادم، وسد النوافذ التي تسبب زكامًا بين الحين والآخر مشيدًا بدور ”الأحساء“ التي مثلت نموذجًا للأخوة حيث طرح الكثير من مواقف التعايش والتسامح بين المذاهب المختلفة فيها.

وأشار إلى تحقيق التسامح بتفعيل ميثاق وطني واضح كعقد اجتماعي يحمي جميع المواطنين وحقوقهم المشروعة كمواطنين في الوطن.

بعد ذلك طرحت مداخلات الحضور، فطالب خالد النزر بالدعوة إلى دراسة الواقع الاجتماعي دراسة موضوعية وعدم الاغراق في التفاؤل لأن وضع المجتمع أصبح مقلقاً جداً.

وقال زكي أبو السعود بأن من يثير الكراهية في الأوساط اليوم تجاوز دور الأفراد الى الجماعات المنظمة وبعضها مرتبط بدول ومخابرات وبالتالي فإن الممارسة الصحيحة للتسامح لا تعني عدم محاسبة القائمين على تنفيذ هذا الدور الخطير الذي يهدد حياة الناس.

وتطرق راعي المنتدى جعفر الشايب إلى أن مفهوم التسامح التقليدي الذي يعني العفو والتجاوز قد تغير إلى صيغ قانونية أشمل فأصبح التسامح اليوم يعني اعطاء الآخر الحق في ممارسة كامل حقوقه.

وأوضح بأن أكثر القضايا إلحاحا هو ما يرتبط بالتسامح الديني لكونها تحمل قدسية حيث يمارس الإقصاء بمبررات دينية، إذ أن 80% من الحروب في العالم قائمة على أسباب دينية، وبعدم صدور قانون لتجريم الكراهية وتعزيز التسامح سيبقى الكلام نظريا وخارج الواقع.

وانتقد علي الحرز مجلس الشورى لرفضه الموافقة على قانون حماية الوحدة الوطنية، وعبر عدنان السادة عن أسفه لتفشي ظاهرة عدم التسامح اجتماعياً حتى بين المتوافقين مذهبيا في مجتمعنا السعودي.

وسلط الكاتب حسن آل غزوي على أهمية المبادرة لتشكيل جمعية وطنية أهلية تعنى بنشر ثقافة التسامح.

وتحدثت نسيمة السادة عن خطورة المشهد المحلي إذ أصبح خطاب التسامح وقتيا يتم في حال وقوع حادث إرهابي ثم يتبخر ويعود خطاب الاقصاء والكراهية، والأشد خطورة هو التركيز على الضحية ومطالبته بتمثل حالة التسامح تجاه المجرم بحقه.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد