رصد تاريخ وتراث وآثار نجران في ”الثلاثاء الثقافي“

144

 

أكد المشاركون في ندوة ”نجران: قراءة تاريخية“، التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي، مساء أمس، ضرورة إنشاء قسم في جامعة نجران يعني بدراسة ورصد تاريخ وتراث وآثار منطقة نجران لما له من أهمية علمية وبحثية بالغة.

جاء ذلك ضمن الندوة التي تحدث فيها الكاتب والباحث محمد آل هتيلة رئيس جمعية الآثار والتاريخ في منطقة نجران، وأدارها وحيد الغامدي، وتناولت محاورها مقدمة تاريخية وانثروبولوجيا الشخوص وخصوصية اللسان النجراني والحياة الفكرية في نجران.

وقال مدير الندوة: إن منطقة نجران ضاربة في أعماق التاريخ لما تمتلكه من آثار ومعالم، وتمثل حالة القبيلة المتحضرة من حيث الانفتاح والتعايش والتواصل مع مختلف المجتمعات والمكونات، وآثارها تدل على ارتباط وثيق مع الحضارات المختلفة.

وبدأ المحاضر حديثه بتوضيح أن الأنثروبولوجيا تدرس الإنسان بوصفه كائًنا اجتماعيًّا بطبعه، يحيا في مجتمع له ميزاته الخاصة في مكان وزمان معينين، طبيعيًّا واجتماعيًّا وحضاريًّا، وأن اهتمام الأنثروبولوجيا بدراسة المجتمعات الإنسانية كلها وعلى المستويات الحضارية يعتبر منطلًقا أساسيًّا في فلسفة علم الأنثروبولوجيا وأهدافه.

وأضاف المحاضر أن الحياة الفكرية في منطقة نجران اتسمت بتنوعها وكثرتها وأهميتها، نتج عنها موروث ثقافي ثري زاده في ذلك عملية الانفتاح على الآخر نتيجة للعوامل الجغرافية المتميزة التي جعلت من نجران إقليما مستقًّرا من الناحية الاقتصادية والفكرية، والاستقرار الاجتماعي يقود إلى حراك ثقافي.

وأوضح أن نجران كانت طريقا للقوافل وبوابة بين اليمن والحجاز وشمال ووسط وشرق الجزيرة العربية واصبحت منطقة جذب لجميع الاديان والثقافات المختلفة ومن كل الأجناس، ما أدى إلى تنوع ثقافي راقي جداً انعكس على السكان وعلى حياتهم وترجم من خلال النقوش والرسوم الصخرية المنتشرة بكميات كبية في المنطقة.

وبين أنه تم العثور على نص مهم ”بالخط السبئي“ في قرن الزعفران بنجران، يبعد 8 كم عن وسط المدينة، يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، فيه إشارة إلى العلاقة الجيدة التي كانت تربط بين مملكة قتبان وملك هجر بالأحساء والمشهورة بسك العملات، وتشير إلى التواصل التجاري بين نجران وهجر.

وبين أن تشكل المعتقدات ونشأتها تتأثر بمجموعه من العوامل والاوضاع الجغرافية والطبوغرافية، فنجد معتقد سكان الجبال غير معتقد سكان السهل والوادي وغير معتقد سكان الصحراء والبوادي الفسيحة، وقس على ذلك الحالة النفسية والأمزجة والطباع.

وختم المشرف على المنتدى جعفر الشايب الندوة بالقول: إن هذا اللقاء الثري يؤكد على أهمية توجه المنتدى لتخصيص مجموعة من ندواته لدراسة التاريخ الانثروبولوجي والإنساني لمناطق المملكة مما يتيح فرصا للمهتمين بمعرفة أعمق بالمكونات الاجتماعية في وطننا ويعزز انتماءها الوطني.

رابط الخبر اضغط هنا

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد