منتدى الثلاثاء يناقش مستجدات التشريعات البيئية

800

أشاد خبيران في البيئة بحزمة الأنظمة والتشريعات البيئية الجديدة التي تهدف لحماية الشواطئ والمحميّات، وإدارة النفايات بالشكل الأمثل، والتي من بينها انشاء المراكز الوطنية المتخصصة والهيئات ودعم صندوق البيئة، وابرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المرتبطة بتعزيز الجوانب البيئية. جاء ذلك في الندوة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 7 رجب 1443هـ الموافق 8 فبراير 2022م تحت عنوان “السعودية الخضراء واستراتيجيات حماية البيئة” وشارك فيها رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الأستاذ طلال الرشيد والباحث والمستشار في البيئة البحرية الأستاذ حسين الناظري، وأدارت الندوة الأستاذة رؤى أمان.

وبدأ اللقاء بعرض فيلم قصير حول مبادرة “الربيعية خضراء” التي نظمها مجلس أهالي الربيعية تحت اشراف جمعية تاروت الخيرية، وتحدث حول ذلك الأستاذ حسين الدبيسي الذي أعرب عن استعداد الأهالي لمواصلة العمل في هذا المجال، وتحدث بعده الفنان حمزة الفهيد عن تجربته الفنية وعن معرضه التشكيلي الذي أقامه في المنتدى، كما تناول الشاعر حبيب المعاتيق تعريفا بديوانه “معلقون على الأحداق” الذي وقعه في نهاية الندوة. وتم تكريم الناشط البيئي جعفر الصفواني على جهوده الاجتماعية ونشاطه في مجال حماية البيئة.

وتحدثت مديرة الندوة عن أبرز التحولات في مجال التشريعات والمبادرات البيئية في المملكة وكونها جاءت استجابة للمتغيرات العالمية والتحولات التي تمر بها المملكة لغرض رفع مستوى جودة الحياة والمشاركة بمسئولية تجاه القضايا البيئية التي يمر بها العالم. وعرفت ضيفي الندوة وهما الاستاذ طلال بن سلطان الرشيد، مستشار بيئي وصاحب مكتب الطاقة الخليجية للاستشارات والدراسات البيئية، حاصل على ماجستير ادارة بيئية ولديه دكتوراه فخرية في الادارة البيئية من جامعة نيوكاسل الإنجليزية، مؤسس ورئيس مجلس ادارة جمعية اصدقاء البيئة وترأس لجنة البيئة بغرفة الشرقية لعدة دورات، كما أنه سفير اممي في الشراكة المجتمعية لبرنامج الامم المتحدة للإنفاق العالمي ومحكم للمشاريع الشبابية للبيئة بالهيئة العامة للبيئة بدولة الكويت وحاز على عدة جوائز في مجال الانجاز والتميز والمسئولية المجتمعية للشركات.

كما عرفت الاستاذ حسين حجي أحمد الناظري الذي يعمل حاليا مديرا لإدارة الثروة السمكية بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، وهو حاصل على درجة الماجستير في العلوم، تخصص التنوع الأحيائي من كلية العلوم بجامعة الملك سعود بالرياض، وعمل اخصائي بيئة بحرية وباحث مشارك مع عدة فرق ومنظمات بحثية عربية ودولية، وتنقل في عدة ادارات للدراسات والمعلومات حول الثروة السمكية في مدن ساحلية مختلفة في المملكة، وحاضر في عدة مؤتمرات وورش عمل تخصصية داخل وخارج المملكة، كما أنه شارك في اعداد واصدار عدة ادلة ونشرات، كما نشرت له مقالات في مجلات متخصصة بالبيئة البحرية.

بدأ الاستاذ طلال الرشيد حديثه بالإشارة إلى أن موضوع البيئة عالم كبير وواسع، وأن هناك تحولات على الصعيد التنظيمي في المملكة لإدارة شئون البيئة بحيث تحولت مؤخرا إلى وزارة مستقلة، واسست خمس مراكز وطنية متخصصة في المجالات البيئية وهي إدارة النفايات، وتنمية الغطاء النباتي، والرقابة على الالتزام البيئي، وتنمية الحياة الفطرية، والأرصاد. وأشار إلى أن هناك زيادة مستمرة في أعداد المصانع مما يضاعف الانبعاثات الكربونية وذلك يتطلب زيادة الرقعة النباتية ومقاومة التصحر من اجل إبقاء التوازن البيئي في الطبيعة، مضيفا أن الانظمة والتشريعات الجديدة طورت من الوضع الحالي حيث بدأت الاستفادة من النفايات وتدويرها وتوليد الطاقة منها بدلا من دفنها او تصديرها كما كان يتم سابقا.

وعرج في حديثه على موضوع تدوير النفايات والمخلفات باعتباره اهم هاجس حاليا، مؤكدا على أن هناك توجه قوي لاستثمار المرادم كي تكون أكثر ملاءمة للبيئة عبر وضع اشتراطات بيئية صارمة، وأوضح أنه تم طرح فكرة مركز الانتاج الأنظف للمصانع والاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال للحفاظ على الموارد الحالية. وتناول أيضا فكرة جائزة المصنع المثالي في المنطقة الشرقية لغرض المحافظة على البيئة والصيانة الدورية للمعدات وتقليل نسبة الانبعاثات منها وزراعة مناطق العمل وتشجيرها، منوها أنه شارك فيها ١٨٠ مصنعا، تم اختيار 6 مصانع منها حققت الاشتراطات والمعايير المطلوبة، كما أشار إلى مبادرة الفرز من المصدر وتشجيع الأهالي وخاصة ربات البيوت على ذلك من خلال الحصول على نقاط تشجيعية مقابل جمع النفايات من البيوت كالزيوت والبلاستيك والورق وغيرها، وذلك يتم عبر التعاقد مع شركات خدمات كبيرة تقدم خدمات أو عروض قابل النقاط التي تيم جمعها. وشرح آلية عمل جمعية اصدقاء البيئة والمبادرات والحملات التطوعية التي تنظمها، وحول نادي قادة المستقبل الذي ينظم أنشطة توعوية بين الاطفال أنفسهم.

وعرف الاستاذ حسين البيئة البحرية بأنها جزء من النظام البيئي العالمي، وتتكون من البحار والمحيطات والأنهار وما يتصل بها من روافد، وما تحتويه من كائنات حية سواء كانت نباتية أو حيوانية، كما تضم موارد أخرى مثل المعادن بمختلف أنواعها، وتعتمد هذه الكائنات كلا منها على الآخر وتتفاعل مع بعضها في علاقة متزنة، ويختل هذا التوازن عند الإخلال في المواصفات الفيزيائية والكيميائية للبيئة البحرية. وأضاف أن البيئة البحرية تتكون من المياه المالحة المشبعة بكميات كبيرة من الأملاح والمعادن التي تستخرج منها، والحيوانات والكائنات البحرية، والنباتات البحرية، والشعاب المرجانية، مركزا في حديثه على أشجار المنجروف التي عرفها بأنها بيئة من النباتات الشاطئية التي تنمو عند الحد الفاصل بين البحر واليابسة في المناطق الحارة والمدارية، وتتميز بقدرتها على مقاومة الظروف البيئية الصعبة التي تعجز عن مواجهتها معظم النباتات الأخرى، وهو نبات يشارك في تشكيل نظام بيئي وحيوي متكامل حيث تتواجد الطيور على أغصانه، والحيوانات البرمائية عند شاطئه والأسماك الصغيرة عند جذوره.

وحول سبل مواجهة الأخطار التي تواجه البيئة البحرية، ذكر المستشار حسين الناظري أن من بينها: تنمية وتطوير النظم البيئية والبحرية تنظيم أعمال الصيد والممارسات البحرية الأخرى، إيجاد برنامج لرصد ومتابعة وحماية أشجار المنجروف، إعادة تأهيل بيئات أشجار المنجروف المتضررة، مراقبة مصادر التلوث المحتملة ووضع خطة طوارئ، إيجاد برنامج لرصد ومتابعة التعديات على الشعاب المرجانية، وإعادة تأهيل مواقع الشعاب المرجانية المتضررة بواسطة الاستزراع الحي او عبر استخدام الشعاب.

بدأت مداخلات الحضور بتعليق من الدكتور سعيد الحمدان الذي أشار إلى الدور الكبير الذي تلعبه فرق الكشافة في المنطقة في حملات الحفاظ على البيئة وحمايتها، كما أشار الأستاذ عباس الشبركة إلى عدم التدقيق والدراسة الجيدة لمواقع استزراع أشجار المنجروف خلال السنوات الماضية مما يجعل هذه الجهود هدرا. واستعرض الأستاذ صالح العمير تجربة “مدن” في تطوير المناطق الصناعية وجعلها صديقة للبيئة مطالبا بتعميم هذه التجربة على البلديات في مختلف المدن، أما الأستاذ فوزي الدهان فأشار إلى حجم الانبعاثات الكربونية من المصانع ومعامل التكرير وخاصة في مدن كالجبيل وضرورة اعتماد معايير المصانع النظيفة، متسائلا عن الحفاظ على المياه المحلاة لكونها من أسس الحياة وانعدامها سكون سببا في حروب المستقبل.

وناقش المهندس علي ابو سرير موضوع الاستفادة من خرسانة المرجان الاصطناعي بدلا من الحاجز الحجرية على الكورنيش والتي تكون مصدرا لتجمع النفايات، وطرح اللواء عبد الله البوشي موضوع تجريف أشجار المنجروف الكثيفة في القطيف بسبب التمدد السكاني، مطالبا بأن تكون للمرأة دور في المشاركة في برامج حماية البيئة. كما استعرض الأستاذ السيد ضياء ال درويش عدة قضايا تتعلق بالبيئة من بينها مشكلة التلوث في المصانع وزيادة المخلفات الزراعية والمبيدات مؤكدا على ضرورة البحث عن سبل عملية للتخلص منها حيث أن حرق ما يعبر عنها بالكتل الحيوية يسبب مخلفات كربونية عالية. واقترح الأستاذ عبد الله شهاب اعتماد مشاريع لنظافة البيئة البحرية ضمن أعمال البلديات شبيهة بمشاريع نظافة المدن.

كما شارك في اللقاء الدكتور عبد الحميد الرميثي الأمين العام لمؤتمر الريادة والابتكار والتميز، وتحدث عن اعجابه بفعاليات وأنشطة منتدى الثلاثاء الثقافي ومنحه جائزة هذا العام من قبل المؤتمر. وألقت ضيف الشرف الأستاذة حميدة السنان كلمة أشادت فيها ببرنامج الندوة والفعاليات التي تمت فيها، شاكرة الجميع على مشاركتهم.

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة الصور ضغط هنا

 

لمشاهدة المحاضرة على اليوتيوب:

 

كلمة الأستاذ جعفر الصفواني – “تكريم شخصيات”:

 

كلمة الأستاذ حسين الدبيسي– “مجلس أهالي الربيعية”:

 

كلمة الشاعر حبيب المعاتيق – “معلقون على الأحداق”:

 

كلمة الفنان حمزة الفهيد – الأسبوع الثاني:

 

كلمة ضيف شرف الأمسية | الأستاذة حميدة السنان:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد