في أمسية أدبية لفها عبق التاريخ وقوافي الشعر، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي في لقائه الأسبوعي الأديب الأستاذ محمد الجلواح من الأحساء، وذلك مساء يوم الثلاثاء 12/2/1424هـ الموافق 15/4/2003م بحضور عدد من المثقفين وعشاق الأدب والشعر ومرتادي المنتدى، وقد بدأ اللقاء الأستاذ ذاكر آل حبيل عضو هيئة تحرير مجلة الكلمة بتعريف مختصر عن ضيف المنتدى ونشاطاته الأدبية والكتابية المختلفة ومساهماته في مجال الكتابة والشعر.
استهل الأستاذ الجلواح اللقاء بتوجيه الشكر إلى راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب، ثم شرع في قراءة فقرات سريعة ومحددة عن حياته من بداية ولادته وإصرار والدته على أن يعيش وذلك بعد أن كانت ـ بحسب ما يذكر ـ قد أنجبت قبله 9 من الأبناء سرعان ما يموتون عند الثالثة من العمر، ومستعرضا بعض المراحل التي مر بها في حياته، من مرحلة تعليم القرآن الكريم، فمحو الأمية، فالمراحل التعليمية الرسمية حتى الثانوية المهنية والتي كان فيها متميزا في دراسته ومواظبا على مزاولة أعمال ومهن أخرى، وكان خلال هذه المراحل كثير القراءة والسفر ويشارك في الأنشطة والمسابقات المتعددة داخل وخارج الأحساء.
وبأسلوب شيق ومرح تغلفه الطرافة تحدث بعدها عن انخراطه في ميدان العمل، وتكثيف قراءاته وبلورتها وبداية كتاباته الصحفية المبكرة، وتعزيزها بالمراسلات والمشاركات المنبرية والورقية، وتنقله بين قريته “القارة” ومدينة الهفوف بالأحساء – مجانا في أكثر الأحيان لمعرفة الكثيرين بوالده معلم القرآن – وذلك بهدف زيارة المكتبات ومطالعة الجرائد والمجلات،
وذكر الأستاذ محمد الجلواح في هذا اللقاء أن لوالده الخطيب الحسيني أثر في التصاقه بالمنبر الحسيني الذي حاول أن يجعل منه خطيبا أيضا، ولكنه تمرد على ذلك وآثر أن يكون كما هو بصورته الأدبية بشكلها المعروف دون ممارسة الخطابة الحسينية، ولكن تذليل والدته له – لكونه وحيدها – جعله في حل من بعض ضغوط والده عليه، فانطلق إلى الإستماع إلى الشعر وكتابته مع أن بداياته كانت مع الشعر الذي كان يردده أبوه في مجالسه.
واستعرض بعد ذلك نشاطه الثقافي والإجتماعي في منطقته الذي بدأه في مجالات عديدة كالنادي والحسينية، ليؤسس له قاعدة للإنطلاق إلى التعاطي مع وسائل الإعلام الحديثة في داخل المملكة وخارجها لنشر العديد من مقالاته الأدبية وقصائده الشعرية.وبعدها توقف الضيف عند أبرز المحطات والأسماء والمواقف والكتب وغيرها، كمراسلته لشخصيات سياسية وعالمية ومنها الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا ودعوته له إلى الإسلام، وكذلك بعض الأدباء والأديبات من مختلف أنحاء العالم واستعراض بعض من كتبوا عنه وله وغير ذلك.
ثم بعدها قام بقراءة بعض النصوص الشعرية ومنها الشعر الإخواني وبعض المقطوعات الغزلية الرقيقة والوطنية، وكذلك بعض المقالات الصحفية، مع ذكر بعض المواقف الطريفة والجريئة، وذلك بلغة بسيطة محلية مباشرة ممزوجة بالطرافة والابتسامة التي عُــِرف بها، مما أضفى على المكان جوا من المرح، وكسر روتين الجدية التي كانت تغلب على بعض أمسيات الندوة الأسبوعية وفقا لطبيعة المواضيع المطروحة.
وكان المتحدث تلقائيا وجريئا ومباشرا وواضحا وبخاصة وهو يتحدث عن مراسلاته النسائية. بعد انتهاء كلمته، استقبل الجلواح كل الآراء والأسئلة التي تم توجيهها إليه في مجالات السيرة الذاتية والأدب وتاريخ المنطقة وتراثها.