رؤية الصالونات الثقافية والأندية

3٬247

تحدثنا في وقت سابق عن الصالونات الثقافية في المنطقة وعن أنها تسحب البساط من المؤسسات الثقافية والأدبية الرسمية، نظراً لما تحويه برامجها وضيوفها من قوة وتنوع وثراء. ويبدو أن هذا التوجه في طور النمو، فهذه المنتديات تثبت مع مرور الأيام جديتها في طرح المواضيع ذات العلاقة بالجمهور وبهموم الناس بشكل عام. فخلال الشهور الماضية لمسنا العديد من المواضيع الهامة نوقشت في هذه المنتديات بداية من استضافة الدكتور تركي الحمد وقينان الغامدي رئيس تحرير جريدة الوطن سابقاً والشاعر محمد جبر الحربي وغيرهم. وفي نهاية هذا الأسبوع استضيف تركي الدخيل مقدم برنامج إضاءات المعروف، حيث أثار هذا اللقاء عدداً من التساؤلات حول برنامجه وحول استضافاته. وما يمكن أن يقال هنا إن نوعية الضيوف التي تختارها هذه الصالونات هي من النوع الجماهيري غالباً، وهو ماتفتقده المؤسسات الثقافية الرسمية. وإذا كانت الحجة الرئيسية لهذه المؤسسات أنها تختار الضيوف بناء على ما لها من قيمة ثقافية وحراك ثقافي أو نقدي على الساحة المحلية، فإن ذلك قد لا يمنع من التنويع.
فمن المعروف أن أغلب هذه الاستضافات تكون إما إبداعية (شعراء – كتاب قصة…) أو نقاد حول قضايا نقدية أو ثقافية شائكة، وهو الأمر الذي يعني أن الحضور في مثل هذه الندوات والأمسيات سيكون مقتصراً على أصحاب الشأن والمهتمين بتلك القضية. أما في حالة الصالونات الثقافية فإنها بالإضافة إلى تركيزها على بعض الجوانب الأدبية والثقافية لكنها تحاول تركيز اهتماماتها على القضايا الآنية وتستقطب الضيوف (المطلوبين) والذين يعتقد أنهم يحظون بجماهيرية واسعة لدى الناس. لاشك أن طموحات الأندية الأدبية بعد تشكيل مجالس إداراتها كبيرة، وهي تفكر ملياً في سد هذه الثغرة وتعلم جيداً مدى المنافسة الشديدة لهذه الصالونات، وهي لذلك – ومن هذا الجانب على الأقل- ستسعى لتقديم برامج وفعاليات على نفس المستوى إن لم يكن أكبر، ولذلك أيضاً يجب أن ننتظر هل ستستمر على نفس المنوال أم أنها ستتجاوز هذه الثغرة.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد