محمد الشماسي: الأنماط الشعرية الحديثة وافدة

3٬139

احتفت ديوانية الثلاثاء في مدينة القطيف السعودية بالشاعر محمد رضا الشماسي تزامناً مع طباعة شعره في ديوان «عنوان الحب» مساء الثلاثاء 16الماضي، قدم الأمسية الشاعر والناقد محمد الخباز، الذي أشار إلى امتداد تجربة الشاعر محمد الشماسي عشرات السنين، وجايلت حقباً شعرية متنوعة وظلت في كلاسيكيتها عموديةً، ورغم ذلك ظلت مبتعدةً عن لملمتها في إصدارٍ مطبوع، مكوّ.نَةً قطيعةً بينها وبين الجيل الجديد على المستوى الاجتماعي والشعري وتبقى المسؤولية الكُبرى على الجيل السابق في ابتعاده عن التدوين ونقل التجارب إلى مستوى الطبع .
كانت ليلةً أشبه بالحوار مع الاستاذ الشماسي، قُسّ.مَت الجلسة بحيث ألقى الشاعر بعض قصائده ثم أردف الخباز قراءةً انطباعية وصفية عن التجربة .
اعتذر الشماسي بداية الأمسية وهو يقرأ شعره عن سوء إلقائه وعدم مناسبة صوته لإلقاء الشعر، ثم ألقى من الديوان قصائد : أي جدوى، نجوى قلم، حنين، فنجان قهوة وقصائد أخرى.
تطور القصيدة القطيفيةوتحدث الشماسي عن التغيرات التي مرت بها القصيدة القطيفية وقال: إن القصيدة القطيفية مرت بمرحلتين : الأولى، كانت المرحلة التقليدية أو الكلاسيكية وهذا واضح عندما تقرأ شعر القطيف عبر كتاب «الأزهار الأرجية» للشيخ فرج العمران كمثال، أو الكتب المطبوعة في ذكرى الشخصيات العلمية والأدبية كالكتاب الذي صدر في ذ.كرى الخنيزي والسيد ماجد العوامي ومحمد المسلم، فهي تقليدية100 %، ليس فيها شيءٌ من الإبداع والتجديد بل هي محصورة في أفق محدود ومفردات محدودة ( الأفق الاجتماعي ) والسبب من وجهة نظره بأن القطيف كانت في عُزلة عن الأدب الحديث في العالم العربي شعرياً، سوى ما كان منها في اتصالها بالشعر العراقي والنجفي على الخصوص، حتى أنك لا تكاد تفرق بينهما .
النمط الثاني: هو الجيل الذي ابتدأ يخطو نحو الحداثة ( كما يرى)، إذ تجلت في محمد سعيد المسلم، عبدلله الجشي ومحمد سعيد الخنيزي نتيجة اتصالهم بالشعر الوافد من مصر ولبنان ووصول الصحافة للقطيف ومتابعة الشعر من خلالها.أما الآن فجيل الشباب المتمثل وذكر أمثلة: محمد الخباز وآخرون حاولوا أن يجددوا في أسلوب القصيدة العمودية!كما أبدى الشماسي عدم ارتياحة لأي نمط آخر غير القصيدة العمودية، متهماً الأنماط الشعرية الحديثة بأنها وافدة ويكفيه ليعزف عنها أن قضية الخلاف فيها لم تنته الى الآن.
سجال القديم والجديدوفي حين دخل الخباز متسائلاً: هل تعريفك للشعر هو وزن وقافية فقط إذاً، حينما ركز الشماسي في حديثه هذا على الشكل العمودي؟ علق الشاعر مدافعاً أن هذه نظرة القُدماء وأن النقاد الآن أضافوا للشكل الخارجي وجود العاطفة والخيال للشعر أيضاً حتى يخرج النظم التعليمي من الشعر.
واستنكر الشاعر صالح الخنيزي، وهو شاعر من جيل الشباب، ما ذكر الشماسي بداية الأمسية من تأثر الشعراء بالشعر الغربي، طالباً ما استدل به في ذلك، إلا أن الشماسي ربط التأثر بالتغيير الذي أحدثه الشعراء أمثال السياب و على أحمد باكثير الذين كانت الإنكليزية رافداً مهماً في ثقافتهم الشخصية .
كما انبرى الدكتور الشوّاف مهاجماً المقدم على مقدمته التي وصفها بالسطحية و «اللفظية» ولم تظهر جوانب أخرى مهمة في الديوان كالجوانب السياسية والوطنية والاجتماعية، وأن دراسةً موضوعية أو فنية أو اجتماعية لهي أليق بهذا الديوان من هذه العُجالة التي ذُكرت في الأمسية ، واعتذر الشماسي عن ذلك بسبب ضيق المقام ووافقه الخباز على ذلك .
الشاعر حسين الجفال، تحدث داعما القراءة المقدمة من قبل الخباز وقال: هناك من يعتقد ان على الناقد أن يكتب دراسة كبيرة مستفيضة عن كل شيء وهذا مستحب، لكن إشتغال الخباز جاء ليسلط الضوء على تيمة الحب والغزل في شعر الشماسي وقد وفق لحد كبير، وربما حسنا فعل، فنحن بحاجة الى شعر يغسل أوجاعنا ويعيد إشعال جذوة الحب في منطقة تحرم كل شيء.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد