الشايب يناقش «الهوية» في «ثلوثية العلي» بالخبر

3٬154

تناول صاحب منتدى الثلاثاء الثقافي والكاتب في «الشرق» جعفر الشايب موضوع «الهوية الوطنية وسبل تعزيزها» في محاضرة ألقاها مساء أمس الأول في ديوانية الدكتور أحمد العلي بالخبر، التي حضرها جمع كبير من المثقفين والأكاديميين. وتحدث الشايب في الندوة عن أهمية البحث في موضوع الهوية الوطنية لكونها تشكل عاملاً بارزاً من عوامل تصاعد ونمو الصراعات في المنطقة العربية بشكل عام، ولأن الدراسات والأبحاث حولها لا تزال محدودة للغاية معللاً كونها تشكل إشكالية حقيقية في الأوساط الفكرية والسياسية. وطرح أسباب استمرار إشكالية الهويات الوطنية لوجود الجدل غير المحسوم بينها وبين الهويات الأعلى في الثقافة العامة كالهوية الإسلامية أو العربية، وبسبب أن الدولة القطرية العربية لم تتمكن من إنتاج هوية وطنية جامعة ومؤسسة بصورة سليمة.
وتحدث الشايب عن التعريفات المختلفة للهوية الوطنية ومفاهيمها المستمدة من مكوناتها الجغرافية والتاريخية والثقافية والحقوقية والاقتصادية، موضحاً أن تعريفات الهوية الوطنية تختلف على ماهية الاستمرارية والمماثلة، فهوية أي شعب هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة التي تميزه عن غيره من الشعوب. وبيَّن أن من هذا الشعور الجمعي يستمد الفرد إحساسه بالهوية والانتماء المشترك مع عدد كبير من أفراد الجماعة في عدد من المعطيات والمكونات والأهداف.
وأشار الشايب إلى الخلاف الدائر بين الباحثين حول مدى ثبوتية الهوية أو حركيتها بسبب التحولات في مختلف المكونات والتطورات التي تطرأ عليها. ونبه إلى خطورة تفكك الهوية الوطنية، خاصة لدى جيل الشباب لصالح الانتماءات والهويات الفرعية كالعودة للولاءات العشائرية والمذهبية والأطر التقليدية الأخرى على حساب الاعتبارات السياسية والوطنية الكبرى بسبب تراجع الشعور بالانتماء الوطني ما يدفع الفرد إلى محاولة التعويض بإعلاء الولاءات الفرعية. وأكد أن ذلك بالطبع يهدد الأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي والسياسي.
وفي نهاية حديثه، أكد الشايب مجموعة من السبل التي تسهم في تعزيز الهوية بالمجالات الفكرية والقانونية والسياسية والإعلامية والثقافية والاقتصادية، مشيراً إلى عدة مجالات تطبيقية على الواقع المحلي كالتواصل الاجتماعي وتكثيف اللقاءات الثقافية والحوارات الجادة وتوجيه الإعلام ليصب في تعزيز الهوية الوطنية.
شارك عديد من الحضور في مداخلات متنوعة أبرزها مداخلة الدكتور عبدالرحمن الحماد، الذي ناقش تجارب الدول والمجتمعات الأخرى في بناء الهوية الوطنية وتعزيزها، والإعلامي فالح الصغير رئيس تحرير صحيفة «الحوار»، الذي أشار إلى وجود أزمة في الوعي على مستوى العالم الإسلامي وتوجهات لتوظيف الدين وفق أنماط معينة ما يفرز صراعات بينية، كما عقب على حالة التعايش والانسجام في المجتمع المحلي بالمنطقة الشرقية بين مختلف المكونات الاجتماعية وهو أمر أكده أيضاً الكاتب محمد المعيبد.وتناول المهندس خالد بوبشيت تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ودوره في هذا المجال، وأشار سلطان الخيال إلى أن المشكلة تكمن في طريقة التفكير في قضايا بناء الهوية الوطنية، وطرح الكاتب محمد الخلفان رأيه المعارض للطائفية باعتبارها إحدى معاول إضعاف الهوية الوطنية. كما طرح المهندس وائل البسام دور الفرد في تعزيز الهوية الوطنية متسائلاً: على مَنْ تقع هذه المسؤولية؟
وفي نهاية الحوار تحدث راعي المنتدى الدكتور أحمد العلي معبراً عن شكره للمحاضر والضيوف، وموضحاً أن تجربة بناء الهوية الوطنية من الأمور التي تتطلب جهوداً كبيرة وفترات زمنية طويلة، مشيراً إلى أهمية الجهد الذي يقوم به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومؤكداً أهمية تناول مثل هذه القضايا بعيداً عن أي حساسيات أو توجهات فئوية، فالوطن هو أهم الأولويات لدى الجميع.
وفي كلمته الختامية، أكد الأستاذ جعفر الشايب أهمية مثل هذه اللقاءات وضرورة تكرارها داعياً الجميع إلى المشاركة في لقاءات أخرى قادمة، وأن دعوته تهدف إلى الإعلاء من القضايا الوطنية وأبرزها موضوع الهوية الجامعة ومعالجة كل ما يعيق تعزيزها وتنميتها.
وقد شارك في اللقاء أعضاء فريق نادي الروبوت بالقطيف، الذين عرضوا أعمالهم التقنية وتحدثوا عن مشاركاتهم في المسابقات المحلية والدولية ممثلين المملكة في عدة دول انتهت بحصولهم على مراكز متقدمة في هذه المسابقات شارحين سبل التعاون والدعم لهذا التوجه المعلمي المستقبلي، الذي ينبغي أن ينال اهتمام ودعم المؤسسات المحلية ورجال الأعمال

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد