الغذاء الطبيعي والطب البديل

3٬888

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء بتاريخ 9 ذي القعدة 1425هـ الموافق 21 ديسمبر 2004م أخصائي طب الأسرة والمجتمع الدكتور غالب بن عبد المحسن الفرج، العضو المؤسس في الجمعية العربية للطب البديل محاضرا عن الغذاء وأمراض الأوعية الدموية في الطب البديل.

وقد قدم له الدكتور صالح السنونة مستعرضا دور الغذاء في أمراض القلب والأوعية الدموية، ومؤكدا على تلازم الغذاء والطب البديل لما فيه من طاقة بانية ومتحركة؛ حيث أصبحا مجالا للتطبيقات المتعددة. وذكر أن غياب هذه الحقيقة في عصرنا الحاضر مردها إلى إفرازات المدنية والممارسات الحياتية اليومية وما فيها من ميل عن الفطرة، وابتعاد متعمد عن كل الهبات الربانية للإنسان، مشيرا إلى تعديات الإنسان المستمرة على الطبيعة. ثم أعطى نبذة مختصرة عن المحاضر ونشاطه العلمي والمهني والاجتماعي والإصدارات العلمية التي ألفها في هذا المجال.

بدأ الدكتور الفرج كلمته بشكر راعي المنتدى واللجنة المنظمة على إتاحة الفرصة له للحديث عن هذا الموضوع البالغ الأهمية لكل فرد في المجتمع، ذاكرا أن محاضرته تتضمن رؤية وتأمل وفلسفة في موضوع الغذاء وعلاقته بأمراض القلب والشرايين وجهة نظر الطب البديل لذلك، مشيرا إلى طبيعة المنتدى في تحفيز النقاش والتفكير حول مختلف القضايا، وذكر أن الطب يجب أن يكون محفزا للتفكير، موضحا أن الطب الحديث قد حصر العلوم الطبية في غرف المتخصصين؛ بينما كان ينبغي أن يكون في متناول الجميع لمناقشته والتفاعل العملي معه.

بين بعد ذلك الدكتور الفرج الفرق بين الطب البديل ومصطلح (المايكروبايتك)، مشيرا إلى أنه أحد المدارس في علم الطب البديل. وعدد بعد ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية مشيرا إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة لتلك الأمراض هم ممن لديهم عوامل مثل الوراثة والتدخين، والكولسترول المرتفع، والسمنة، ومرض السكر، والتوتر العصبي والقلق، والكسل والرتابة، والتقدم في العمر. ووضح أن المرض هو عبارة عن جرس إنذار عن خطأ ما في الجسم. لذلك، قد يكون المرض بداية مفيدة في تغير النمط المتبع الذي كان السبب في المرض، حيث أشار إلى وجود آلية لإعادة التوازن في الجسم، وهي آلية شفائية قوية تعيد حالة الجسم للمسار الصحيح، مع أن الحياة العصرية سلكت مسلكا آخر يشجع على الميل عن هذه السنن الطبيعية.

وذكر الفرج أن الإنسان كرم في خلقته من أجل أن يستخلف في هذه الأرض، وهو الكائن الوحيد الذي يعارض ويتعدى على الطبيعة والفطرة في مأكله ومسكنه ومختلف سلوكياته، حيث أن وهم الإنسان يدفعه إلى التفكير في السيطرة على الطبيعة.

وتحدث الدكتور الفرج عن الطب الطبيعي والطب البديل، ثم الخطأ في تسميته كذلك، مشيرا أنه ليس بديلا عن الطب الحديث، بل إنه مكمل له، مبينا أن المدخل الأساس في الطب التكاملي هو الغذاء، لأن الغذاء ليس تحليلا كيمائيا كما تصوره المدرسة الغربية، بل هو الممكن للطاقة والحياة، مبينا تلازم الهواء والغذاء في إمداد الجسم برحيق الحياة، وهما أساس الطاقة في جسم الإنسان.

وتحدث الضيف كذلك عن وفرة الطعام الطبيعي بالإنزيمات التي تمد الإنسان بالطاقة، مبينا أن الغذاء ينبغي أن تكون غالبيته من مصدر وذلك لاحتواء اللحوم على شحوم تعتبر في حقيقتها مخزنا لكل السموم الذي يخزنها الكائن الحي، وتترسب فيها كل الهرمونات والمنشطات التي يتناولها الحيوان من خلال الأعلاف، مؤكدا على خطأ الأسطورة القائلة “أن اللحوم هي بروتينات الخمس نجوم بينما البروتين النباتي هو بروتين الفقراء”، وهذا ما تروج له الشركات الكبرى من أجل مصالحها، ومشيرا إلى أن التنوع في الأغذية النباتية يوفر للإنسان البروتين الذي يحتاجه كاملا، وهذا مثبت علميا إضافة إلى غنى هذه المواد بالبروتينات والإنزيمات للجسم.

وتكلم الدكتور غالب الفرج بعد ذلك عن الثلاثي السمي (الدهن، الملح، السكر) وعن غرق المطابخ الحديثة بهذا الثلاثي بشكل مفرط، مبينا أن الفائدة الغذائية تكمن في الحبوب غير المقشورة التي قد تكون نادرة في الأسواق مبينا خطورة المواد الحافظة التي تنخر الأجسام من الداخل، وفي حديثة عن الدهون، ذكر بعض الأنواع  التي تحتوي على نسبة عالية منها، مثل الشحوم، والزبدة، وجلد الدجاج؛ مشيرا إلى خطورة الزيوت النباتية التي تعصر بطريقة التسخين فتتحول الأحماض الدهنية الغير مشبعة فيها إلى مشبعة، إضافة إلى إضافة الأحماض الصناعية معها وهي مركبات سامة ترفع من مستوى الكلسترول، بينما يمكن الاستعاضة عن ذلك بالزيوت المعصورة عصرا باردا.

كما تحدث عن السكر المكرر وتغلغله في كل المعلبات والأغذية الجاهزة والخبز والمعجنات ومبيض القهوة وأدوية الحموضة وغيرها، مؤكدا أن مرض السكر قبل ظهوره في التحاليل يكون كامنا في الجسم لفترة قد تصل إلى عشرين سنة، حيث أن الإفراط في تناول السكريات يعد الأساس في أمراض السكر والقلب والشرايين، حتى أصبح السكر هو الجذر في كل الأمراض العصرية وليس الدهن كما كان سائدا في الثمانينيات والتسعينيات. وتحدث عن ثالث الثلاثي السمي وهو الملح، مؤكدا أن ما يحتاجه الجسم منه موجود وبشكل طبيعي في الغذاء، مشيرا إلى أن الإفراط السائد في تناوله يعد إدمانا في الأجسام على تلك المادة حيث أصبحت غير قادرة على التخلص منها.

وأشار الدكتور الفرج أن كل ما هو آتي من الفطرة مفيد للإنسان، وذكر ما يجب أن يحتويه الغذاء والمنهج السليم للتعاطي مع متطلبات الطبيعة، مبينا سبل معالجة أمراض الأوعية الدموية على سبيل المثال، فذكر أهمية الإقلال من الزيوت التجارية المعصورة على الحار، والإكثار من شرب الماء بسبب دخوله في كل العمليات الحيوية في الجسم، والابتعاد عن الألبان ومشتقاتها إلا ما يكون منزوع الدسم منها، وعدم الإفراط في تناول الشاي والقهوة، وأكد على وجوب التأمل والتفكير في الغذاء، والصيام، والحركة، مشيرا إلى ضرورة كون الغذاء من نفس المنطقة، يتماهى مع المنظومة الجسدية، ولاسيما إذا كان غير معالجا.

فتح بعد ذلك باب النقاش أمام الحضور حيث أجاب الدكتور الفرج على أسئلتهم ومداخلاتهم، فبين كيفية التمييز بين الزيوت المعصورة على البارد والحار، وكذلك ملائمة الأغذية الموجودة في المنطقة والأمراض المنتشرة فيها، كما بين أن الطب السلوكي هو نتيجة لتلاقح الحضارة الشرقية، وأهمية الجانب الروحي في الطب البديل، إضافة إلى العديد من المداخلات المهمة في هذا المجال.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد